جميعنا نعرف أهمية الهوية التجارية، مجموعة الأفكار والمشاعر التي تتكون عند الزبائن والموظفين والتي كلما كانت إيجابية وقوية كلما زاد الزبائن وزاد ولاءهم. ولكن هل نعرف أن المشروعات الصغيرة مؤهلة لأن تصنع هويات تجارية أكثر قوة وتأثيراً من الشركات الكبيرة؟ هل يبدو الأمر هراء؟ حسناً، سيجعلك هذا المقال تنظر إلى الموضوع من زاوية مغايرة.
تستثمر الشركات الكبيرة مبالغ طائلة في تطوير هوياتها التجارية، والتي تفعل ذلك على النحو الأفضل تعمر أكثر وتجني أرباحاً أكثر. شركتا سامسونغ وأبل على سبيل المثال، كلاهما يجني أرباحاً طائلة، ولكن من منهم يجيد صنع الهوية التجارية، وإقناع المتلقي بها؟
الهويات التجارية تتكون من أفكار ومشاعر وهذه أشياء مخادعة في العادة، يصعب التحكم بها، لذلك فإن الهويات الأفضل هي الهويات التلقائية والتي تنمو طبيعياً مع الزمن. هذه الهويات أصيلة وتتشكل من صلب الحقيقة، حقيقة المنتج أو الشركة.
يمكننا أن نقول أن هذه الهويات هي روح الشركة، فكر مثلاً في شركة إيكيا وارتباطها الوثيق بالثقافة والنمط الإسكندنافي والذي - إذا كنت تعرف عنه القليل - سيربطه دماغك بالشركة تلقائيا.
هذه الحقيقة تجعل من الهوية التجارية أمراً صعباً على الشركات الكبيرة. هذه الشركات وخصوصاً التي تكونت نتيجة صفقات الاندماج، أو تمددت جغرافيا لما هو أبعد من موطنها الأصلي، وإنتاجاً لما هو غير منتجها الأصلي، لا تملك روحا واضحة. من جهة أخرى، هذه الشركات العملاقة أيضاً بحاجة إلى توافق وتناغم العديد من الموظفين حول الهوية التجارية التي بحاجة لأن تكون ثابتة وتقدم تجربة واحدة ومتماثلة لزبائنها حول العالم.
في المقابل، الشركات الصغيرة عادة ما تكون مثالية لبناء أفضل هوية تجارية ممكنة. هي عادة ما تدار من قبل مؤسسها أو تكون مملوكة من قبل عائلة وهو ما يجعل الأمر شخصياً جداً. مثل هذه المؤسسات لا تحتاج لأن تفكر طويلاً، فقيمها منسوجة فيها، وكل ما يتعلق بالأسلوب، النغمة، المعتقدات، والمفاهيم و "Style"، والتي يمكن تلخيصها جميعا بكلمة "الهوية التجارية" تجدها حقيقة في الجو العام للشركة.
إن كنت تملك مشروعاً صغيراً، فهويته التجارية موجودة سلفاً وهي على الأغلب هوية قوية وفريدة تستطيع فيما لو تم معالجتها من قبل المختصين في مجال صناعة الهويات التجارية أن تبزغ وتجذب ولاء العملاء عبر تقديمها لتجربة حقيقية وأصيلة، ليست مقتبسة من أي مشروعٍ آخر ولا مصنوعة من فراغ.